7
ديسمبر 2024

"مصر تشارك في المؤتمر الإقليمي للاستزراع السمكي والأحياء المائية باليونان"

شارك وفد من جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، برئاسة اللواء أ.ح. الحسين فرحات، المدير التنفيذي للجهاز، وعضوية الدكتور أحمد سني الدين، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل، والدكتورة دعاء همام، مدير عام الاتفاقيات الدولية، في المؤتمر الإقليمي لتربية الأحياء المائية "تشكيل مستقبل تربية الأحياء المائية المستدامة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود"، الذي تنظمه الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر المتوسط خلال الفترة 4-5 ديسمبر 2024 في هيراكليون باليونان.

يعد هذا المؤتمر فرصة كبيرة لمناقشة مستقبل تربية الأحياء المائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، بعد عقد من التقدم منذ مؤتمر باري عام 2014. يسلط المؤتمر الضوء على أهمية تربية الأحياء المائية في إطار الالتزامات السياسية القائمة، ويعمل على توليد رؤى وحلول لتعزيز الإجراءات المستقبلية نحو قطاع مستدام ومرن في المنطقة، كما يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تنمية تربية الأحياء المائية المستدامة لتحقيق أهداف استراتيجية GFCM 2030.

استقطب هذا الحدث ممثلين رفيعي المستوى من دول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وخبراء تربية الأحياء المائية، والباحثين والأوساط الأكاديمية، وممثلي الحكومات، وأعضاء المنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية، والمنتجين وأصحاب المصلحة من منصات تربية الأحياء المائية ومنظمات مزارعي تربية الأحياء المائية في جميع أنحاء المنطقة، منهم معالي وزير التنمية الريفية والأغذية باليونان، والمدير العام للشؤون البحرية ومصائد الأسماك بالمفوضية الأوروبية، ونائب الممثل الإقليمي لأوروبا وآسيا في منظمة الأغذية والزراعة، وغيرهم.

بدأ المؤتمر بكلمة ألقاها السيد ميجل برنال، السكرتير التنفيذي للهيئة، مرحباً بالسادة رفيعي المستوى وجميع المشاركين في الحدث. ثم قدم عرضاً تقديمياً عن الرحلة التي استمرت عقداً من الزمان من باري إلى هيراكليون، مع تسليط الضوء على التقدم الكبير المحرز، بالإضافة إلى التحديات الحالية التي يجب مواجهتها لتحقيق أهداف استراتيجية GFCM.

وفي مداخلته، قدم اللواء الحسين فرحات تحيات فخامة السيد رئيس الجمهورية والحكومة المصرية إلى الحكومة اليونانية على استضافة الحدث وحفاوة الاستقبال، مشيراً إلى العلاقات الوطيدة بين الشعبين المصري واليوناني، إضافة إلى تطور العلاقات المصرية اليونانية في الآونة الأخيرة على جميع الأصعدة. كما استعرض الفرص المتواجدة بقطاع الاستزراع المائي بمصر، منها تمتع البلاد بخط ساحلي طويل على البحر المتوسط والذي تم التخطيط لاستغلاله في الاستزراع السمكي بنظام الأقفاص البحرية، ووضع الدولة خطة طموحة لاستصلاح 1.5 مليون فدان في عدد من مناطق الصحراء الغربية للإنتاج الزراعي على مياه الآبار الأرتوازية وتطبيق النظام التكاملي الزراعي السمكي في هذه المناطق لتعظيم إنتاجية وحدة الحجم من المياه، والتوسع في إنتاج الجمبرى. وأشار سيادته إلى التحديات التي تواجه القطاع، وعلى رأسها ندرة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج والتغيرات المناخية التي تتسبب في فقد نسبة كبيرة من الإنتاج الوطني بسبب تأثيراتها السلبية على جودة المياه في منشآت الاستزراع المائي.

وأكد اللواء فرحات أن مصر قد حققت تقدماً كبيراً في مجال الاستزراع السمكي تماشياً مع استراتيجية الهيئة 2030، وقامت بالعديد من الأنشطة لتعزيز ممارسات تربية الأحياء المائية، وتمكين المرأة في القطاع، وتشجيع الاستثمار المسؤول، وتعزيز القبول المجتمعي للمنتجات السمكية. ومع استمرار التعاون ودعم هيئة مصايد أسماك البحر المتوسط، تستطيع مصر مواجهة التحديات ومواكبة التطور العالمي في القطاع.

تناول المؤتمر عدة جلسات موضوعية بمشاركة العديد من ممثلي الدول المختلفة، دارت حول مواضيع أساسية منها الأمن الغذائي، الاستثمار المسؤول، التنمية المستدامة للأحياء المائية، تربية الأحياء المائية والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، والتحول الأزرق.

وعلى هامش المؤتمر، تم عقد لقاء ثنائي بين اللواء فرحات والسيد ميجل، الذي وجه الشكر والامتنان لمصر لحصولها على جائزة الامتثال للمرة الأولى منذ عضويتها بالهيئة وتصنيفها ضمن دول الفئة الأولى. أكد السيد ميجل على اعتزام الهيئة تقديم الدعم الفني اللازم لمصر لتنفيذ العديد من الأنشطة خلال عام 2025 لاستكمال مسيرتها نحو التقدم وتطوير القطاع.

خلال اللقاء، أعرب اللواء فرحات عن سعادته بالتكريم الذي حصلت عليه مصر، والذي جاء إثر جهود مكثفة من قبل الجهاز بالتعاون مع الهيئة لتقديم كافة التقارير المطلوبة، وأن هذه الجائزة تعد دافعاً قوياً نحو مواصلة التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية. قدم سيادته درع الجهاز للسيد ميجل تعبيراً عن شكره وامتنانه، كما تقدم بخالص الشكر والتقدير لوزارة الخارجية ولسعادة السفير عمر عامر، سفير السفارة المصرية بأثينا، والسيد المستشار أحمد الغول، نائب السفير، لما بذلاه من جهد وتعاون حرصاً على سلامة وأمن الوفد المصري، والمتابعة المستمرة والحرص على تذليل أي صعاب أو مطالب من الوفد المشارك في المؤتمر.

شهد المؤتمر مشاركة تفاعلية من السادة الحضور، وتضمن مساهمات ذات مغزى ومناقشات حية. يعد هذا المؤتمر فرصة أساسية لمعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه قطاع تربية الأحياء المائية، ومواءمة الأهداف المستقبلية، والتخطيط للمبادرات، وخلق التآزر، وتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة في القطاع.